قوله تعالى: {ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون 99}
  · النزول: قيل: قال ابن صوريا للرسول فيما جرى بينهما من المحاجة، وفي حديث جبريل: ما جئتنا بشيء نعرفه، وما أنزل عليك من آية بينة فنتبعك لها، فنزلت الآية، عن ابن عباس.
  · المعنى: ثم بَيَّن تعالى الحجة الدالة على نبوته عند محاجتهم فقال تعالى: «بَيِّنَاتٍ» يعني واضحات تفصل بين الحق والباطل «وَمَا يَكْفُرُ بِهَا» يعني بتلك الآيات «إِلَّا الْفَاسِقُونَ» قيل: المتمردون في كفرهم، وقيل: الخارجون عن أديانهم، وهم علماء اليهود، فإنهم وإن أظهروا اليهودية فمن حيث حرفوا وغيروا، وكتموا، ولم يؤمنوا بمحمد ÷ فقد خرجوا عن شريعة موسى #، وقيل: معناه إلا الفاسقون في دينهم؛ لأن أهل الصلاح منهم لا يكفر به كابن سلام، عن الأصم، وقيل: أراد: كفرهم بهذه الآيات: كُفْرٌ بها وبما تقدمها من الكتب، وقيل: أراد المبالغة في الكفر، يعني لا يكفر بها إلا من بلغ منتهاه في الكفر، كما يقال: لا يهلك على اللَّه إلا هالك، عن أبي مسلم.
  · الأحكام: الآية تدل على أن القرآن معجزة دالة على صحة نبوته لما فيه من الإعجاز بالفصاحة، ولما فيه من أخبار الغيوب، ولما يتضمن من أصول الشرائع مع قلة الحروف، وكثرة المعاني، ولما يتضمنه من النظم والمواعظ والتحاميد والأحكام.
  وتدل على حدث القرآن؛ لأن المراد بالآيات القرآن، ويستحيل الإنزال على القديم.
  وتدل على أنه حجة لذلك وصفه بأنه بيان يفصل بين الحق والباطل.