قوله تعالى: {قل انظروا ماذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون 101 فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين 102 ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين 103}
  كذلك الإنجاء، ويحتمل أن يعمل فيه الثاني، تقديره: كذلك حَقًّا، و (حَقًّا) نصب على الحال، وإن كان لفظه لفظ المصدر، عن أبي مسلم. وقيل: نصب على المصدر تقديره: كذلك نحق حَقًّا، و (ثُمَّ) حرف عطف، وتقدير الكلام: كانت عادتنا فيما مضى أن نهلكهم فريقًا فريقًا، ثم ننجي رسلنا، عن أبي مسلم.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى ما يزيد في تثبيتهم وإرشادهم، فقال سبحانه: «قُلِ» يا محمد لمن يسألك الآيات: «انْظُرُوا» تفكروا «مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ» من العبر والدلائل من اختلاف الليل والنهار، ومجرى النجوم والأفلاك وما خلق من الجبال والبحار، وما أنبت من الأشجار والثمار، وما أخرج من أنواع الحيوان، وما ينزل من السماء من [أنواع المطر]، ووقوف السماء بلا عمد، والأرض بغير عماد، وكل ذلك تدبير يوجب أن له مدبرًا دبره، ومُقَدِّرًا قدره لا يشبهه «وَمَا تُغْنِي» لا تكفي «الآيَات» الدلائل «وَالنُّذُرُ» التخويف «عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ» فيه وجهان:
  أحدهما: أن يكون (ما) للنفي، أي: لا تغني عنهم هذه الآيات لدفع العذاب إذ لم يتفكروا فيها كقولك: ما يغني المال عنه شيئًا؛ إذ لم ينفقه في وجوهه، عن أبي علي، ومعناه: أنهم لا ينتفعون بها، وإنما ينتفع المتفكر فيها.
  الثاني: أن تكون (ما) استفهاما كقولك: أي شيء يغني عنك من اجتلاب نفع أو دفع ضرر إذا لم يستدلوا بها، والآيات: الدلائل، والنُّذُر: العلماء، وقيل: الرسل، وكان الحسن إذا قرأ هذه الآية هتف بها وقال: وما تغني الحجج عن قوم لا يقبلونها، يعني لا يؤمنون بشيء يلزمهم الإيمان به، وقيل: من قوم شأنهم الرد والتكذيب والإعراض عما يشاهدون، ويسمعون، عن الأصم.
  «فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ» يعني هَؤُلَاءِ المشركين «إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا» مضوا «مِنْ