قوله تعالى: {قل انظروا ماذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون 101 فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين 102 ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين 103}
  قَبْلِهِمْ» يعني يومًا يعاينون العذاب نزل بهم كما عاين من مضى من الأمم كعاد وثمود وغيرهم. وأيام اللَّه قيل: وقائعه، عن قتادة، وقيل: هل ينتظرون إلا وقائع كوقائع من كان من قبلهم، وقيل: معناه هل ينتظرون إلا مثل وقعة بدر، قال الأصم: وليس بصحيح؛ لأن هذه السورة مكية. «قُلْ» يا محمد لهم: «فَانتَظِرُوا» ما يخوفكم به من العذاب وأيام اللَّه تنزل بكم، كما نزل بمن كان قبلكم «إِنِّي مَعَكُمْ» منتظر لنزول ذلك بكم، عن أبي علي. وقيل: انتظروا ما أُخَوِّفُكُم، فأنا أنتظر ما تخوفوني، عن الأصم، ليظهر حقيقة ما أخوف، وبطلان ما تخوفون، وقيل: انتظروا موعد الشيطان، فأنا أنتظر موعد الرحمن، حكاه الأصم. وقيل: انتظروا سوء عواقبكم، فأنا أنتظر لكم ذلك، وقيل: فانتظروا العقاب لكم، فأنا أنتظر الرحمة لي، ولمن تبعني.
  ومتى قيل: ما ينتظره الرسول لا بد من وقوعه، [فما هو]؟ وأيضًا فقد أمنوا نزول العذاب، فما ينتظر فيهم؟
  قلنا: لا بد من تخويف بعذاب معجل أو مؤجل، وما ينتظر لا بد من وقوعه، إما أن يكون سبيهم وقتلهم، أو عذاب الآخرة المعد لهم، وعلى المعنى الآخر ينتظر النصرة والرحمة، ولا بد من وصوله إليه، وإلى من تبعه.
  «ثُمَّ نُنَجِّي» نخلص «رُسُلَنَا» من العذاب وقت نزوله، وقيل: من شرور أعدائهم ومكرهم «وَالَّذِينَ آمَنُوا» أي: وننجي المؤمنين «كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا» أي: واجب علينا «نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ» من أذى الكافرين وشرهم، عن أبي علي. وقيل: (حَقًّا) تأكيد، كقولك: هو زيد حَقًّا، والمعنى: كان واجبًا علينا نجاة المؤمنين، كذلك حَقًّا علينا نجاة هَؤُلَاءِ.
  · الأحكام: تدل الآية على توحيد اللَّه تعالى وعدله إما بنفسه، وإما بواسطة؛ لأن السماوات