التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل ياأيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل 108 واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين 109}

صفحة 3446 - الجزء 5

  · الأحكام: تدل الآية على أن الحقْ الذي جاء يعرف بالاستدلال؛ لذلك قسمهم بين مهتد وضال، خلاف ما يقوله أصحاب المعارف.

  وتدل على صحة الحجاج في الدين.

  وتدل على أن الاهتداء والضلال من فعل العبد؛ لذلك صح الذم والمدح والثواب والعقاب، ولو كان من خلقه لما صح ذلك، ولأنه كان لا يكون محسنًا إلى نفسه بالهداية ولا مسيئًا بالضلال؛ لأنه الذي أوجده فيه فيبطل قول مخالفينا في المخلوق.

  وتدل على أن العبد مُمَكَّن من الأمر مختار، لولا ذلك لما صح الكلام، فيبطل قولهم في المخلوق والاستطاعة والإرادة.

  وتدل على أن الرسول يتبع الوحي، ولا يسن ولا يحكم من تلقاء نفسه، خلاف ما قاله بعضهم أنه يبتدئ الشرع من قِبَلِ نفسه.