قوله تعالى: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون 15 أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون 16}
  · الإعراب: (كان) في قوله: «مَنْ كَانَ» قيل: في تقدير الزيادة والمعنى من يُرِدْ، وقيل: هو بمعنى وقع، وقيل: كقوله: {إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ}.
  «نُوَفِّ إِلَيْهِمْ» جواب الجزاء تقديره: من يكن مريدًا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ.
  · النزول: قيل: نزلت في الكفار، عن الأصم، وأبي مسلم.
  وقيل: في المنافقين، عن أبي علي.
  وقيل: في أهل الربا، عن مجاهد.
  · المعنى: لما تقدم الدعاء إلى الدين، وكان أحد أسباب الصد عنه طلب الدنيا وزينتها، يعني: من كان قصده وطلبه الدنيا وزينتها «نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ» أي: نعطي جزاء أعمالهم تامًا «وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ» أي: لا ينقصون حقّا «أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ» يعني في القيامة «إِلَّا النَّارُ» يعني عذاب النار «وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا» أي: بطل صنيعهم في الدنيا «وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» أي: بطلت أعمالهم.
  واختلفوا في معنى الآية، فقيل: المراد به المشركون الَّذِينَ لا يصدقون بالبعث، ويعملون أعمال البر كصلة الرحم، والكف عن الظلم ونحوه، فهي كلها مردودة عليهم؛ لأنهم لم يعبدوا اللَّه بها، فلا يقبل شيء من ذلك، ولا يبخسون مع ذلك ما جعل لهم من أجل ورزق في الدنيا، عن الأصم، وتقديره: من أراد بعمله الدنيا دون اللَّه، فذلك مردود عليه باطل، ومع ذلك لا يبخس ما جعل له حتى يستوفيه.
  وقيل: هو أن يصل الكافر رحمًا، أو يعطي سائلاً، أو يرحم مضطرًا ونحوه من