قوله تعالى: {أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون 17 ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين 18 الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون 19 أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون 20 أولئك الذين خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون 21 لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون 22}
  · اللغة: البينة: الحجة الفاصلة بين الحق والباطل، ومنه: البيان، وأصله من البينونة، يقال: بانَ فلان: فارق، وأبان: فَصَلَ بين شيئين، وبانَ لك الشيء وأبان واستبان، وبين وتبين، وأصله أن ينفصل من غيره حتى يظهر.
  والحزب: الجماعة، وتحزب القوم إذا صاروا أحزابًا وفرقًا، وجمع الحزب: أحزاب، ومنه: {يَومِ الأحْزَابِ}؛ لأنهم اجتمعوا فرقًا.
  والعَرْضُ: إظهار الشيء حيث يرى للتوقيف على حاله، عرضت الجند أعرضه عرضًا، ومنه: عرضت الكتاب.
  والأشهاد: جمع شاهد، كصاحب وأصحاب، وناصر وأنصار، وقيل: جمع شهيد كشريف وأشراف، وأصله من المشاهدة، كأنهم شهدوا بما عاينوا، وقيل: سمي الشاهد شاهدًا؛ لأنه بين بشهادته ما يوجب حكم الحاكم، ومنه: {شُهَدَآءَ لِلَّهِ} أي: مبينين لدينه، ومنه: {شَهِدَ اللَّهُ} بَيَّنَ.
  والصد: المنع، صده يصده، والاسم صَادٌّ، وصد: منع، وصد: أعرض.
  والعوج - بالكسر في الدين، وبالفتح في العود ونحوه، وهو ضد الاستقامة.
  ولا جرم أصله الجرم، وهو القطع، وتقديره: لا قطع عنهم، وقيل: أصله الكسب، جرم أي: كسب، وأجرم واجترم كسب الذنب، ومنه: {فَعَلَيَّ إِجْرَامِي} ولا جرم قيل: لا قطع بهم عن ذلك، قال الشاعر:
  وَلَقَدْ طَعَنْتُ أَبَا عُيَيْنَةَ طَعْنَةً ... جَرَمَتْ فَزَارَةَ بَعْدَهَا أَنْ يَغْضَبُوا
  أي: قطعتهم إلى الغضب.
  قال أبو مسلم: «لا جرم» كلمة تستعملها العرب عند وقوع أمر عقيب فِعْلٍ.