قوله تعالى: {أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون 17 ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين 18 الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون 19 أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون 20 أولئك الذين خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون 21 لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون 22}
  · الإعراب: العامل في قوله: «إِمَامًا وَرَحْمَةً» محذوف وتقديره: أنزل كتاب موسى إمامًا ورحمة، ويجوز جعله إمامًا ورحمة. وقيل: نصب على الحال.
  ويقال: أين خبر قوله: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ}؟
  قلنا: قيل: محذوف، تقديره: أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كمن لا بينة له، أو كمن هو في الضلالة. وقيل: تقديره: أفمن يجتهد في الدين كمن يكفر من الأحزاب.
  قوله: «فلا تك» حذفت النون، واقتصر على الكاف، واختلفوا في علة حذفه، فقال سيبويه: لكثرتها في كلامهم، كما حذف التنوين من النداء المفرد، وكما حذفوا حرفًا من نفس الكلمة في قولهم: يا حَارِ.
  وقال الأخفش: العلة في حذفها أنها ما دامت متحركة فهو حرف قوي متمكن، له في الفم حظ ومخرج قريب من اللام، فإذا سكنت لم يكن لها نصيب في الفم فصارت عنه في الخياشيم، فخالفت سائر الحروف، فصارف كالتنوين الزائدة التي تلحق الأسماء، فتثبت وتحذف، و (تكن) فعل، وليس الفعل من مواضع التنوين، فحذفوها حين ضارعت التنوين.
  و (هم) في قوله: «هم الأخسرون» قيل: زيادة للتوكيد. و (الأخسرون) خبر (أنَّ)، وقيل: هو اسم مبتدأ، وخبره (الأخسرون)، والجملة خبر (أنَّ).
  وقوله: «كتابُ موسى» رفع (كتابُ) على الابتداء، وتقديره: كتاب موسى من قبله، ويجوز أن يكون خبر الابتداء.
  · النظم: كيف يتصل قوله: «أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ» بما قبله، وبماذا يتصل؟