قوله تعالى: {قالوا يانوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين 32 قال إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين 33 ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون 34}
  · اللغة: الجدال: الخصومة سُمِّي بذلك لشدته، كما يقال لِزِمَام الناقة: جَدِيلٌ، والجَدْلُ: شدةُ الفتل، وقال الزَجاج: الأجدل: الصقر؛ لأنه من أشد الجوارح، وجَدَلَ الحب في سنبله: اشتد، والجدالُ والمراء بمعنًى، غير أن المراء مذموم؛ لأنه جدال في الحق بعد ظهوره، كمري الضرع بعد دروره، بخلاف الجدال، وقيل:
  الجدال الخصومة بغير حجة، وليس بالوجه؛ لأنه تعالى قال: {وَجَادِلْهُمْ} ولا شبهة أنه جادلهم بالحجة.
  والنصح: إخلاص العمل من الفساد، ونقيضه: الغش.
  والغي: الانهماك في الباطل، والغي: الخيبة، غَوَى يَغْوِي غَيًّا، ومنه: (فَسَوفَ يَلْقَونَ غَيًّا) قال الشاعر:
  وَمَنْ يَغْوِ لاَ يَعْدِمْ عَلَى الَغيِّ لائِمَا
  وأصله الفساد، غَوِيَ الفصيل يَغْوَى غَوىً، إذا فسد جوفه من شرب اللبن.
  · الإعراب: «إنما» فيه نفي وإثبات، وهو اختصاص المذكور بمعنى، ونفيه عن غيره، يقال: إنما زيد كريم؛ أي: هو كريم دون غيره، و (إنما) تدخل على الاسم والفعل، فإذا دخل على اسم فلا يجوز إلا الرفع؛ لأن (ما) كافة للعمل، تقول: إنما زيدٌ عالمٌ، تقديره: زيدٌ عالمٌ.