قوله تعالى: {أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعلي إجرامي وأنا بريء مما تجرمون 35}
  · الإعراب: (أم) استفهام، والمراد التقرير، ومعناه: أنهم يكذبونك، وقيل: معناه: (بل)، وقيل: تقديره: بل ليكذبونك في النبوة «أم يقولون» فيما تتلو عليهم (افتراه) لأن (أم) تقتضي ذلك.
  · النظم: يقال: بم تتصل الآية؟
  قلنا: فيها وجهان:
  الأول: أنه يتصل بما قبله من قصة نوح، وافتراه قَوْلُ قَوْمِهِ، عن ابن عباس.
  الثاني: أنه عاد الكلام إلى النبي ÷ وقومه، فيتصل بقوله: «أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ»، عن مقاتل، والأصم، وأبي علي، وأبي مسلم، قال أبو مسلم: تمام قول نوح وقومه عند قوله: «إليه ترجعون»، وقيل: هو اعتراض بين قصة نوح، والمراد بهم قوم النبي ÷.
  · المعنى: «أَمْ يَقُولُونَ» يعني الكفار «افْتَرَاهُ» يعني نوحًا افترى الكذب فيما يقول، عن ابن عباس، وقيل: يعني محمدًا افترى فيما قص علينا من نبأ نوح وغيره، افتراه: افتعله من قِبَلِ نفسه «قُلْ» يا محمد «إِنِ افْتَرَيْتُهُ» أي: افتعلته كذبًا «فَعَلَيَّ إِجْرَامِي» أي: عذاب جرمي لا تؤخذون به «وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ» أي: لا أُؤاخذ بجرمكم، قيل: هذا وعيد أي: إن كنت مجرمًا فعليَّ وَبَالُهُ، وإن كنت صادقا فعليكم عقاب تكذيبكم، وقيل: هو حجاج يقوي صحة أمره، وأنه لا يتقوله مع ما فيه من العار في الدنيا، والعقاب في الآخرة.
  · الأحكام: تدل الآية على أن أحدًا لا يؤخذ بذنب غيره، خلاف ما تقوله الْمُجْبِرَة.
  وتدل على أن كل أحد مؤاخذ بذنبه.
  وتدل على أن العقاب يستحق على الذنب.