قوله تعالى: {ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين 45 قال يانوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين 46 قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين 47 قيل يانوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم 48 تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين 49}
  مقامه، عن الزجاج، وقيل: سؤالك هذا عمل غير صالح، عن ابن عباس، ومجاهد، وإبراهيم، وقيل: ولد غير صالح، عن الحسن.
  فأما القراءة الأولى فقد زيفها بعضهم وقال: كان ينبغي أن يقول: عمل عملاً، وليس كما قال؛ لأن هذه قراءة ظاهرة، وهم يقولون: فعلت صوابًا، وقلت قولاً حسنًا، قال الشاعر:
  أَيُّها القَائِلُ غَيْرَ الصَّوَابِ ... خُذ النُّصْحَ وَاقْلِلْ عِتَابِي
  واختلفوا في قوله: «فَلَا تَسْأَلْنِي» على أربعة أوجه:
  أولها: قرأ أبو جعفر، ونافع بقراءة ورش، وإسماعيل بتشديد النون وإثبات الياء.
  وثانيها: قرأ ابن عامر، ونافع برواية قالون بتشديد النون وكسرها من غير إثبات الياء.
  وثالثها: قرأ أبو عمرو، ويعقوب بتخفيف النون وكسرها، [غير أن أبا عمرو أثبت الياء في الوصل وحذفها في [الوقف]، ووقف عليها يعقوب بالياء.
  ورابعها: قرأ عاصم وحمزة والكسائي بسكون اللام وتخفيف النون وحذف الياء في الوصل والوقف].
  أما التشديد للتأكيد وإثبات الياء على الأصل، وأما الحذف وترك التشديد للتخفيف من غير إخلال.
  · اللغة: النداء على وجهين:
  نداء تعظيم كنداء العبد ربه؛ ولذلك كان حذف حرف النداء أحسن من إثباته؟
  ولذلك قال: «رب».