التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ 58 وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد 59 وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ألا إن عادا كفروا ربهم ألا بعدا لعاد قوم هود 60}

صفحة 3517 - الجزء 5

  · اللغة: الغِلَظ: عظم. الجثة، وهو بَيِّنُ الغلظ، والغلظ بضم الغين وكسرها وفتحها ثلاث لغات، ثم تستعمل في غيره توسعًا، فيقال: قول غليظ، وعذاب غليظ؛ لأنه بمنزلته في الثقل على النفس، وطول المكث.

  والجحود: ضد الاعتراف، وهو الخبر بأن الشيء لا يعرف صحتة مع علم الجاحد به، والجَحْدُ بفتح الحاء: قلة الشيء، يقال: عامٌ جَحِدٌ أي: قَلَّ مطره، ورجل جحد: فقير.

  والجَبَّارُ من النخل: ما فات اليد، نخلة جَبَّارَةِ، ورجل جَبَّار، وفيه جَبْرِيَّة [وجَبْرُوَّةٌ] وجَبَرُوتٌ، وجُبُّورَة، أي: كِبْر.

  والعنيد: العاتي الطاغي، يقال: عند يعند عنيدًا وعنودًا: إذا تجبر، وعَنَدَ الرجل عن الأمر: إذا حاد عنه، فهو عاند وعنود، وعاند الحق عنادًا: إذا حاد عنه كبرًا، قال الشاعر:

  إِنِّي كَبِير لا أُطِيقُ العُنَّدَا

  والعنود: ترك القصد، والناقة العنود: التي لا تستقيم في سيرها، وطعن عند: إذا كان يمنة ويسرة، ويُقال: عاند: إذا لزم، وعاند: إذا فارق.

  · الإعراب: «بُعْدًا» نصب على إضمار فعل أي: أبعده اللَّه بعدًا، ووقع (بعدًا) في موقع