قوله تعالى: {وإلى ثمود أخاهم صالحا قال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب 61 قالوا ياصالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب 62}
  والعمر بفتح العين وضمها: البقاء، عَمِر الرجل: طال عمره، ولعَمْرُ اللَّه: قسم ببقائه، والعمارة: ضد الخراب، وأصل الكلمة من طول المدة، والعمرى في العطية أن تقول: أعطيتك هذه الدار عمري أو عمرك، وروي أنه أجاز العمرى، ونهى عن الرقبى، فالعمرى هبة في الحال بشرط الرجوع بعد موت الموهوب له، فتصح الهبة، ويبطل الشرط، والرقبى أن يعلق الهبة بشرط، فيقول: راقب موتي، فإذا مت فداري لك، فهو تعليق ملك بحظر، فلا يجوز.
  · الإعراب: «ثمود» محله خفض بـ (إلى)، ولك فيه الصرف وترك الصرف، إذا كان في محل النصب.
  «أخَاهُم صَالحًا» نصب بمحذوف أي: وأرسلنا، وقيل: هو معطوف على قوله: «وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا».
  · المعنى: ثم ذكر قصة ثمود، فقال سبحانه: «وَإِلَى ثَمُودَ» أي: أرسلنا إلى ثمود «أَخَاهُمْ» في النسب «صالحًا» وهم كانوا بوادي القرى بين المدينة والشام، وعاد كان باليمن، عن أبي علي. قال لهم صالح «قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ» فبدأ بالتوحيد لأنه الأهم، ولأن الشرائع تبنى عليه، ثم بين الدلالات، فقال: «هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ» أي: ابتدأ خلقكم من الأرض؛ لأنه خلق آدم من الأرض فَكُلُّهُم من ولده، عن الأصم، وأبي علي، وأبي مسلم، وقيل: خلقكم «وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا»، قيل: جعلكم عمارها وسكانها بالتمكين منها، عن الأصم، وأبي علي، وقيل: أعاشكم فيها، عن ابن عباس، وقيل: أطال أعماركم فيها، عن الضحاك، وقيل: هو من العمر أي: جعلها لكم طول أعماركم، فإذا متم انتقل إلى غيركم، عن مجاهد، وقيل: