التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ 69 فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط 70 وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب 71}

صفحة 3529 - الجزء 5

  والحَنِيذ: المشوي، وهو المحنوذ، «فَعِيل» بمعنى «مفعول» كـ «طبيخ» بمعني «مطبوخ»، و «قتيل» بمعنى مقتول، حَنَذَهُ يحنذه بكسر النون وضمها حنذًا، قال أبو عبيدة: كلما أسخنته فقد حنذته.

  والإنكار: خلاف الاعتراف، نَكِرْتُ الشيء بكسر الكاف أَنكُرُهُ بضمها، وأنكرته أُنْكِرُهُ، قال الأعشى:

  وَأَنْكَرَتْنِي وَمَا كَانَ الَّذِي نَكِرَتْ ... مِنَ الحَوَادِثِ إلَّا الشَّيْبَ والصَّلَعَا

  فجمع اللغتين في بيت واحد.

  والإيجاس: الإحساس، توجس بالشيء: أحس به.

  · الإعراب: نصب «سلامًا» بإيقاع القول عليهما، وقيل: سلَّمت سلامًا يعني الدعاء له، «قال سلامُ» رفع لأنه خبر ابتداء محذوف، أي: عليكم سلام وقيل: لكم سلام، وقيل: هو رفع على الحكاية، كقوله تعالى: {وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى}، {وَقُولُوا حِطَّةٌ}، وقوله: «أَنْ جَاءَ» محله نصب بإسقاط الخافض، كأنه قيل: بأن جاء.

  · المعنى: ثم ذكر تعالى قصة إبراهيم ولوط وإهلاك قومه، فقال سبحانه: «وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا» يعني الملائكة، واختلفوا في عددهم قيل: كانوا ثلاثة: جبريل، وميكائل، وإسرافيل، عن ابن عباس، وقيل: كانوا تسعة، عن الضحاك، وقيل: أحد عشر، عن السدي، وكانوا على صورة الغلمان «إِبْرَاهِيمَ» يعني الخليل # «بِالْبُشْرَى» بالبشارة قيل: بإسحاق، وقيل: بهلاك قوم لوط، وقيل: بإسحاق ونبوته، وأنه يولد له يعقوب، عن الحسن، وأبي علي. «قَالُوا سَلامًا» قيل: سلمنا سلامًا، بمعنى الدعاء له،