التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قالت ياويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب 72 قالوا أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد 73 فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط 74 إن إبراهيم لحليم أواه منيب 75 ياإبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود 76}

صفحة 3533 - الجزء 5

  والبعل: الزوج، وأصله: القائم بالأمر، ومنه: قيل للرب والصاحب: بعل، والبَعْلُ: ما يشرب بعروقه من الأرض من غير ماء؛ لأنه قائم بأمره في استغنائه عن تكلف السقي، وبَعَلَ الرجل يَبْعُلُ: إذا صار بَعْلاً، وجمع البعل: بُعُولة، والبَعْلَةُ: الزوجةُ.

  والعجب المصدر، والعجب: ما يتعجب به.

  والمجد: بلوغ النهاية في الكرم، قال أبو مسلم: أصل المجد الكثرة، مجد الرجل يَمْجُدُ مجادة ومجدًا: إذا كرم، ومجدت الإبل مجودًا: إذا نالت من الكلأ قريب الشبع، كأنه بلغ نهايته، ومنه: المثل: فِي كُلِّ شَجَرٍ نَارٌ، وَاسْتَمْجَدَ المَرْخَ والغَفَارَ، يعني أكثر من ذلك، واللَّه المجيد، والماجد أي: كثير النعمة والخير.

  والروع راعه روعًا: إذا أفزعه، وارتاع ارتياعًا: إذا خاف، والرُّوع بضم الراء: النفس، ومنه: ألقى في [رُوعِي]، أي: في نفسي، سميت بذلك لأنها مَوْضِعُ الرَّوْع.

  · الإعراب: الألف في «أتعجبين» ألف تنبيه على صيغة الاستفهام، وليس بألف إنكار، وإنما هو توقيف وتنبيه.

  «شَيْخًا» نصب على الحال؛ لأن قوله: «هَذَا بَعْلِي» معرفة، وقوله: «شَيْخًا» نكرة، كقولك: هذا غلامي قائمًا، وفي بني تميم من يقول: بعلي شيح، وتقديره: هذا بعلي، هذا شيخ.

  «أَهْلَ الْبَيْتِ» نصب؛ لأنه نداء مضاف، والمعنى: يا أهل البيت.

  ويقال: أين جواب قوله: «فلما ذهب»؟

  قلنا: محذوف، تقديره: جعل يجادلنا، فحذف لدلالة الكلام عليه.