التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قالوا يالوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب 81 فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود 82 مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد 83}

صفحة 3543 - الجزء 5

  · القراءة: قرأ أبو جعفر، ونافع، وابن كثير: «فاسر» موصولة الألف، وكذلك (ابن) بكسر النون ووصل الألف من سريت، يقال: سرى يسري وسريت وأسراه منه اعتبارًا بقوله: {وَاللَّيلِ إِذَا يَسْرِ} وقرأ الباقون بقطع الألف فيها من أسريت، يقال: أسرى يُسْرِي إسراء، ومنه: {سُبْحَانَ الَّذِيَ أَسرَى} وهما بمعنى.

  وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو: «إلا امرأتُك» بالرفع علي الاستثناء من الالتفات، تقديره: ولا يلتفت أحد إلا امرأتُك فإنها تلتفت فتهلك. وقيل: (إلا) بمعنى (لكن)، وقيل: الرفع على البدل، وقرأ الباقون بالنصب علي الاستثناء، من الإسراء، أي: أسر بأهلك إلا امرأتَك، فلا تَسْرِ بها وخَلِّفْهَا في قومها، وذكر الأخفش أن الرفع أجود، وليس كذلك؛ لأن أكثر القراء علي النصب، وله وجه صحيح، وهو قراءة أهل المدينة.

  · اللغة: الإسراء: سير الليل، أسرى يسرى وسرى يسري، فهو سَارٍ لغتان بمعنى إذا سار ليلاً، قال الشاعر:

  أسرى إليك ولم يكن يسري

  يقال: سرى إذا سار ليلاً، وأسرى بفلان: إذا سيره ليلاً.

  والالتفات: «افتعال» من اللفت، وهو اللي، يقال: لفت فلانًا عن رأيه: صرفته، وامرأة لَفُوتٌ: لها زوج ولها ولد من غيره، فهي تلتفت إلى ولدها، ومنه: الحديث في صفته ÷ (إذا التفت التفت جميعًا، كان لا يلوي عنقه يمنة ويسرة).