التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قالوا يالوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب 81 فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود 82 مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد 83}

صفحة 3544 - الجزء 5

  والمطر معروف، يقال: مطرت السماء وأمطرت بمعنى، وقيل: مُطِرْنَا في الرحمة، وأمطرنا في العذاب، عن أبي عبيدة، وتمطَّر الرجل: تعرض للمطر.

  والسَّجْلُ بفتح السين: الدلو العظيمة، ومنه: المساجلة، يعني المفاخرة، فأما السِّجِلّ بكسر السين فيقال: هو من السجل أيضًا؛ لأنها تتضمن أحكامًا، ويقال: هو من المساجلة، قال الشاعر:

  مَنْ يُسَاجِلُنِي يُسَاجِلْ مَاجِدًا ... يَمْلَأُ الدَّلْوَ إِلَى عَقْدِ الكَرَبْ

  قال الخليل: السجل ملء الدلو، وسجلتُ الماء: صببته، فالسِّجْلُ: الصبُّ، ومنه: افتتح سورة فسجلها أي قرأها، وأسجلته: أرسلته، وقيل: منه السِّجِّيل؛ لأنه «فِعِّيل» منه.

  والنَّضْدُ مصدر نضدت الشيء بعضه على بعض مُتَّسِقًا، أو من فوق، والنضيد:

  المنضود، والنَّضَدُ: السرير يُنْضَدُ عليه المتاعُ.

  والمُسَوَّمَة أصلها من السمة، وهي العلامة، والسومة: العلامة، ومنه: السائمة، وهي المرسلة في المرعى.

  · الإعراب: «مُسَوَّمَةً» من نعت الحجارة، وقيل: نصب على الحال «إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ» لم يجعل الصبح ظرفًا ولكن اسمًا، وهو خبر (إنَّ)؛ لأن الموعد هو الصبح.

  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى أن الملائكة لما رأوا ما فيه لوط من التوجع والتأسف، وما فيه قومه من الغلبة والقهر وضعفه، وأنه لا يجد حيلة شرحوا صدره، ومنوه بالنصر والنجاة، فقال سبحانه: «قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ» أرسلنا لهلاكهم «لَنْ يَصِلُوا إِلَيكَ» فَأَمَّنُوهُ