قوله تعالى: {قالوا يالوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب 81 فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود 82 مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد 83}
  وسادسها: من السِّجِلِّ، وهو الكتاب، تقديره: من مكتوب الحجارة، وفي التنزيل أي: كتب اللَّه أن يعذبهم بها.
  وسابعها: من سجيل أي: من جهنم أبدلت النون لامًا.
  وثامنها: من السماء الدنيا، وتسمى: «سجيلاً»، عن ابن زيد.
  وتاسعها: السجيل الطين لقوله: {حِجَارَةً مِنْ طِينٍ} عن عكرمة، وقتادة، قال الحسن: كان أصلها الطين فشددت، وقال الضحاك: هو الآجُرُّ.
  وعاشرها: سجيل موضع الحجارة، عن الأصم، وهو جبال في السماء، ومنه: {مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ}، وقيل: معلق بين السماء والأرض، عن عكرمة.
  «مَنْضُودٍ» قيل: نضد بعضه على بعض عن الربيع حتى صار حجرًا، وقيل: متتابع، عن ابن عباس، وقيل: بعضها فوق بعض، وقيل: مصفوف، عن عكرمة «مُسَوَّمَةً» قيل: معلمة جعل عليها علامات تدل على أنها معدة للعذاب، فأهلكوا بها، وكانوا أربعة آلاف ألف، عن قتادة، وقيل: عليها سيماء لا تشاكل أحجار الأرض، عن ابن جريج، وقيل: مختومة، عن الحسن والسدي، وقيل: مكتوب على كل حجر اسم من رُمِيَ به، وقيل: مرسلة من أسَمْتُ الخيل وسومتها أرسلتها في المرعى، وقيل: مسومة ببياض وحمرة، عن قتادة «عِنْدَ رَبِّكَ» قيل: في خزانته التي لا يتصرف في شيء منها إلا بإذنه، فأمطر على المهلكين بإذنه، وقيل: معدة في حكمه وعدله لهم، عن أبي مسلم، وقيل: في ملكه، عن أبي علي، «وَمَا هِيَ» تلك الحجارة المعدة للعذاب «مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ» قيل: ظالمي هذه الأمة، عن عكرمة، وقتادة، وتقديره: إن لم يؤمنوا، قال مجاهد: يرهب بها من يشاء، قال أبو علي: لا يكون ذلك إلا في زمن نبي أو عند الساعة؛ لأنه معجزة، وقيل: تقديره: لا تبعد من الظالمين إذا أذن اللَّه في هلاكهم، وعن أنس أن النبي ÷ سأل جبريل عن هذه الآية، فقال: «يعني عن ظالمي أمتك، ما من ظالم منهم إلا وهو يعرض حجر يسقط عليه ساعة فساعة»، وعن عمر أنه كان يمر بالرجل يظلم، فيقول: «ويحك اتق الحجر»، حكاه الأصم،