قوله تعالى: {ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد 100 وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب 101 وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد 102 إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود 103 وما نؤخره إلا لأجل معدود 104 يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد 105}
  · القراءة: قرأ يعقوب: «وَمَا يُؤَخِّرُهُ» بالياء، ترجع الكناية على اسم اللَّه تعالى، وقد تقدم في قوله: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ} وقرأ الباقون بالنون على الحكاية.
  «يَوْمَ يَأْتِ» بحذف الياء ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والباقون بإثبات الياء، فالإثبات على الأصل، والحذف على التخفيف، والاجتزاء بالكسرة، والعرب تَجْتزِئُ بالكسرة عن الياء، وبالضمة عن الواو اتباعًا للمصحف، وكلهم قرأوا بحذف الياء في الأصل إلا ابن كثير، فإنه يُثْبِتُ في الحالين.
  قراءة العامة: «إِذَا أَخَذَ» بألف [بعد الذال]، وعن بعضهم بغير ألف، على الماضي.
  · اللغة: الحصيد: المحصود، «فَعِيل» بمعنى «مفعول»، وهو قطع الزرع من الأصل، يقال: حصدت الزرع وغيره حصيدًا، وحصدهم بالسيف: إذا قتلهم، وهذا من الحصاد بكسر الحاء وفتحها.
  والتَّبَاب: الخسران، والتتبيب: التخسير، تَبًّا لفلان أي: هلاكًا له، ومنه: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} أي: خسرت، قال جرير:
  عَرَادَةُ مِنْ بَقِيَّةِ قَوْمِ لُوطٍ ... أَلاَ تَبًّا لِمَا فَعَلُوا تَبَابَا
  والأجل: الوقت المضروب لوقوع أمر.
  والشَّقَاء: قوة أسباب البلاء، رجل شَقِيٌّ بَيِّنُ الشَّقْوَة والشِّقْوة والشَّقاوَة، والمشاقاة: المعاناة والممارسة؛ لأنه يشقى بالشيء.
  والسعادة: قوة أسباب النعمة، والسعد: اليُمْن، يقال: سعد سعادة، وشقي شقاوة.