قوله تعالى: {الر تلك آيات الكتاب المبين 1 إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون 2 نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين 3}
  ويقال: لِمَ لا تعَدّ «الر» [آية]؟
  قلنا: لأنه على حرفين، ولا يشاكل رؤوس الآي، وَعَدَّ (طه)؛ لأنه يشاكل رؤوس الآي.
  · اللغة: الآية: الحجة والعلامة. والبيان: إظهار المعنى بما يفصله عن غيره، وأصله البَيْن وهو القطع، بانَ الشيء: انفصل، وبانَ الشيء: إذا اتضح، وأبانَ فهو مبين، وهو بيِّن، والبيان: الكشف عن الشيء، واختلفوا فقيل: البيان الأدلة، عن أبي علي، وأبي هاشم وهو صحيح، وقيل: هو العلم الحادث، عن أبي عبد اللَّه البصري، وليس بالوجه؛ لأنه التبيين.
  والعقل: العلم، والعقل: علوم ضرورية إذا حصلت صار مكلفًا، وأصل العقل المنع، ومنه: العقال، وسمي العقل عقلاً؛ لأنه يمنع من القبيح، وقيل: لأن به تثبت الاستدلاليات كالعقال للإبل.
  · الإعراب: {الر} محله رفع؛ لأنه ابتداء وخبره «تلك آيات» وقيل: خبر ابتداء محذوف، أي: هذه (الر).
  (ما) في قوله: «بما أوحينا إليك» (ما) المصدر أي: بإيحائنا، وفي قوله: «هذا القرآن» يحتمل ثلاثة أوجه من الإعراب:
  [الأول]: النصب بإيقاع الوحي عليه.
  الثاني: الجر بالبدل مما في قوله: «بما أوحينا إليك».
  الثالث: الرفع على تقدير جواب هو، عن الزجاج، ولا تجوز القراءة إلا بالنصب.