قوله تعالى: {إذ قال يوسف لأبيه ياأبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين 4 قال يابني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين 5 وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم 6}
  واختلفوا، قيل: قوله: «وَيُتِمُّ» إخبار عنه، وقيل: بل هو دعاء «كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ» بالخلة والنبوة والنجاة من النار وغير ذلك «وَإسْحَاقَ» قيل: بأن فداه من الذبح، عن عكرمة، وهو الذبيح، وقيل: بإخراج يعقوب من صلبه، عن أكثر المفسرين، وليس هو الذبيح بل الذبيح إسماعيل «إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» قيل: في إنعامه واختيار رسله، لا يرسل إلا من يصلح له، عليم بالضمائر فيرسل من يصلح له، ويقوم بطاعته، عن أبي مسلم، وقيل: حكيم في قضاياه عليم بأحوال خلقه.
  ومتى قيل: إذا قال يعقوب له ذلك، فلماذا خاف من الذئب، ومن الإخوة عليه؟
  قلنا: قيل: قاله مشروطًا بأن اللَّه تعالى يجتبيه بشرط السلامة والبقاء، فلم يخبر قطعًا، وقيل: علم ذلك قطعًا بالوحي، ولكن خاف وصول المضار إليه دون الهلاك؟
  ولذلك عظمت حسرته، ولو أيس منه لقل حزنه.
  · الأحكام: تدل الآية على صحة تأويل الرؤيا، وأنه قد يكون منها من قبله تعالى، فتكون أمارة، وربما تكون دلالة إذا اقترن به غيره؛ لذلك قطع يعقوب فيما قال.
  وتدل على أن يعقوب أخبره بأنه يكون رسولاً، وقيل: قال ذلك عن وحي، وقيل: بل حمل رؤياه على ذلك، عن أبي مسلم.
  ويدل قوله: «وعلى آل يعقوب» أنه يبعث جميع إخوته أنبياء؛ لأنهم آل يعقوب، عن الحسن، والأصم، وأبو علي يقول: تدل على أن منهم من يبعث، ولا تدل على ذلك في جميعهم، ويحتمل أن يكون بالإنعام في بعضهم بالنبوة، وفي بعضهم بغيره.
  وتدل على نبوة يوسف قطعًا.