قوله تعالى: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين 7 إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين 8 اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين 9 قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابت الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين 10}
  · اللغة: العصبة: الجماعة التي يتعصب بعضها ببعض، ومنه: العصبة أقرباء الرجل، وقيل: هو ما بين الواحد إلى العشرة، وقيل: إلى خمسة عشر، وقيل: إلى الأربعين، وقيل: لا واحد له من لفظه كالرهط.
  والغيابة: الموضع الذي يغيب فيه صاحبه، وكل ما غيب شيئًا عن الحس، يكون فيه فهو غيابة، قال المنخل:
  إِذَا أَنَا يَوْمًا غَيَّبَتْنِي غَيَابَتِي ... فَسِيرُوا بِسَيْرِي في العَشِيرَةِ وَالأصلِ
  وأصله من الغيب، يقال: وقعنا في غيبة وغيابة أي: هبطة من الأرض.
  والجب: البئر الذي لم يطو؛ لأنه قطع عنها ترابها حتى بلغ الماء من غير طي، كأنه ليست فيها إلا القطع للتراب، وأصل الجب: القطع، ومنه: المجبوب، ومنه: {جَابُوا الصَّخرَ بِالوَادِ} قطعوا، قال الأعشى:
  لَئِنْ كُنْتَ فِي جُبٍّ ثَمَانِينَ قَامَةً ... وَرُقِّيتَ أَسْبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّمِ والالتقاط: تناول الشيء من الطريق، ومنه: اللُّقَطَة للمتاع، واللقيط للصبيان.
  والسيارة: الجماعة من المسافرين؛ لأنهم يسيرون في البلاد، وأصله من السير، وقيل: السيارة: مارة الطريق، سار يسير سيرًا.
  · الإعراب: (اللام) في قوله: «لَيُوسُفُ» جواب القسم، تقديره: وَاللَّه ليوسف وإخوته أحب إلى أبينا منا، ويوسف لا ينصرف؛ لأنه اسم عجمي معرفة، وقد يصرف في ضرورة الشعر، ويصرف إذا كان نكرة. «يَخْلُ» جزم لأنه جواب للأمر، «وتكونوا» جزم لأنه معطوف على «يَخْلُ»، و «تلتقطه» بالتاء على تأنيث السيارة، قال الشاعر: