قوله تعالى: {قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون 13 قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون 14 فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابت الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون 15}
  · القراءة: قرأ «الذيب» بترك الهمز أبو جعفر ونافع وعاصم والكسائي، والباقي بالهمز، وهما لغتان، وذكرنا الخلاف في غيابة وغيابات.
  · اللغة: الذئب: سَبْعٌ معروف، وقيل: أصله من تَذَاءَبت الريح: إذا أتت من كل جانب، سمي بذلك كأنه يحتل من كل جهة، وذُئِبَ الرجل: وقع الذئب في غنمه، وأرض مَذْاَبَة: كثيرة الذئاب، وجمع الذيب: أَذْؤُب وَذِئَابٌ وذُؤْبان.
  وشعرت بالشيء: فطنت له، ومنه: سمي الشاعر لفطانته، وليت شعري، أي: ليتني علمت، والمشاعر: المناسك، والشعائر: [أعلام] الحج، واحدها شعيرة، وقيل: شعارة.
  · الإعراب: ويقال: أين جواب (لما) في قوله: «فلما ذهبوا»؟
  قلنا: محذوف، واختلفوا في تقديره: قيل: عظمت فتنتهم، وقيل: كَبُر ما قصدوا إليه، وقيل: جوابه فعلوا ذلك، فحذف، عن أبي مسلم، وقيل: أجمعوا على قطيعة الرحم وعقوق الوالد، وقيل: على مذهب الكوفيين الواو مقحمة، تقديره: أجمعوا، والبصريون لا يجيزون إقحام الواو؛ لأنه لم يثبت بحجة، ولا قياس، وقيل: جوابه: (أوحينا)، والواو زائدة على هذه أيضا.
  «عصبةٌ» رفع؛ لأنه خبر الابتداء، كقولك: زيد قائم، وروي عن علي بالنصب (عصبةً) على تقدير: ونحن نجتمع عصبة.