قوله تعالى: {قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون 13 قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون 14 فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابت الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون 15}
  عن السدي، وقيل: أمر اللَّه تعالى صخرة حتى ارتفعت من أسفل البئر فوقع يوسف عليها، وهو عريان، فأتى جبريل، وكان قميص إبراهيم الذي أُتيَ به من الجنة حين أُلقِيَ في النار معلقًا على يوسف في عنقه فأخرج القميص منه، وألبسه إياه، وقيل: أضاء له البئر، وعذب الماء حتى أغناه عن الطعام والشراب، وقيل: مكث في الجب ثلاثة أيام «وَأَوْحَينَا إليهِ» إلى يوسف قيل: أعطاه اللَّه الرسالة وهو في الجب، والبشارة بالنجاة والملك، وأنهم محتاجون إليه، عن الحسن وغيره، وقيل: البئر وسلامته فيها كانت معجزة له، وقيل: أعطاه الرسالة وتأخر الأداء لضرب من المصلحة «لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا» أي: لتخبرنهم بهذا الأمر «وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ» قيل: لا يعلمون أنك تخبرهم بما يؤول إليه حالك، وقيل: لا يشعرون بأنه أوحي إليه، عن قتادة، ومجاهد، وقيل: لا يشعرون أن اللَّه أطلعه على ما أرادوا به، وقيل: لا يعلمون بأن يوسف في وقت ينبئهم بأمرهم، عن ابن عباس، والحسن، وابن جريج، والأصم، وقيل: لما دخلوا مصر على يوسف عرفهم، وهم له منكرون، أخذ الصاع ونقره، فَطَنَّ، فقال: إن هذا الجَامَ يخبرني أنه كان لكم أخ من أبيكم ألقيتموه في الجب، وبعتموه بثمن بخس، وذلك قوله: «لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا»، عن ابن عباس، قيل: كان الماء كدرًا، فصفي، وعذب، ووكل اللَّه به ملكًا يحرسه، ويطعمه، عن مقاتل، وقيل: كان جبريل يؤنسه، حكاه الأصم.
  · الأحكام: تدل الآية على أنه أوحي إلى يوسف وهو في الجب، وهو قول المفسرين أجمع، الحسن، وقتادة، والأصم، وأبو علي، وأبو مسلم، والقاضي.
  ومتى قيل: كيف صار نبيًا في صغره؟
  قلنا: كما صار عيسى ويحيى @، وإذا أكمل اللَّه تعالى العقل، وأتم الآلة، فلا مانع من إرساله.