قوله تعالى: {وجاءوا أباهم عشاء يبكون 16 قالوا ياأبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين 17 وجاءوا على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون 18}
  وقراءة العامة: «فصبر جميل» على تقدير: صبري صبر جميل، وقيل: شأني صبر جميل، عن قطرب، فهو خبر ابتداء محذوف، وقرأ أشهب العقيلي: «فصبرًا جميلاً» على المصدر أي: لأصبرن صبرًا جميلا، قال ذو الرمة:
  أَلاَ إِنَّما مَيُّ فَصَبْرًا بليَّة ... وَقَدْ يُبْتَليَ الْحُرُّ الكَرِيمُ فَيَصْبِرُ
  وقيل: هو نصب على الإغراء، أي: فاصبري يا نفس صبرًا جميلاً، أو عليك صبرًا جميلاً، فأما الرفع فقال الشاعر:
  يَشْكُوا إِليَّ جَمَلِي طُولَ السُّرَى ... يا جَملي ليس إليّ المشتكى
  صَبْرٌ جَمِيلٌ فَكِلانا مُبْتَلى
  يعني: ليكن منك صبر جميل، وقيل: هو رفع بالابتداء، وخبره محذوف بتقدير: فصبر جميل أَوْلَى من الجزع الذي لا ينبغي لي.
  · اللغة: العِشاء: آخر النهار، وهو طرف من أطراف الزمان، وقيل: العشاء أول ظلام الليل، وقيل: العشاء: من زوال الشمس إلى الصباح، والعشاء: من صلاة المغرب إلى العتمة، والعَشاء بفتح العين: الطعام، يقال: عشوت فلانًا وعشيته: أطعمته، والأعشى: الذي لا يبصر بليل، والعشاء في العين المصدر؛ لأنه يستضيء ببصر ضعيف أخذ من العشاء.
  الاستباق: افتعال من السبق، وأصله: أن يتقدم أحدهما صاحبه، ومنه: السباق، سبق يسبق سبقًا، والسَّبَقُ: الخطر، واستبقا ما زادا حتى يظهر الأقوى، ومنه: المسابقة، وهو على ثلاثة أوجه: السباق، وهو جائز في الخيل والإبل بغير عوض، ويجوز أن يعوض من الجانبين، فأما أن يعوض غيرهما فيجوز. والرمي يجوز