التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يابشرى هذا غلام وأسروه بضاعة والله عليم بما يعملون 19 وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين 20}

صفحة 3615 - الجزء 5

  · اللغة: السيارة: مارة الطريق والمسافرون من السير، والوارد الذي يتقدم الرفقة إلى الماء ليستقي، وأصله من الورود، والموارد: الطرق، والموارد: ما وردت عليه من ماء.

  أدليت الدلو: أرسلتها في البئر لتملأها، ودلوتها إذا أخرجتها ملأ، ويقال: بَشَّرْتُ فلانًا أبشره تبشيرًا، وذلك يكون بالخير والشر، فإذا أطلقت فالبشارة بالخير، والنّذَارةُ بغيره، وبشرت بالتخفيف والتشديد بمعنى، وبشراي وبشرى بمعنى، ويجوز بُشْرَيّ بالتشديد، وهي لغة هذيل، ولا يقرأ به، قال الشاعر في التخفيف:

  بَشْرتُ عِيَالي إِذْ رأيت صَحِيفَةً ... أَتَتْكَ مِن الحَجَّاجِ يُتْلَى كَتِابُها

  ومنه: {إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ} قرئ بالتشديد والتخفيف.

  والسر: خلاف الإعلان، أسررته إسرارًا، ونظيره: الإخفاء.

  والبضاعة: القطعة من المال تجعل للتجارة، وأصله: القطع، يقال: بضعت الشيء: إذا قطعته، ومنه: المبضع.

  وشرى: باع، ومنه: (بئس ما شروا)، قال الشاعر:

  وَشَرَيْتُ بُرْدًا لَيْتَنِي ... مِنْ بَعْدِ بُرْدٍ كُنْتُ هَامَهْ

  واشتريت: ابتعت.

  والبخس: النقص من الحق، بخسه: إذا نقصه.

  والزهيد: القليل، وأزهد الرجل إزهادًا، ورجل مزهد: قليل المال. قال الخليل: الزهادة في الدنيا، والزهد في الدين خاصة.

  · الإعراب: «بشراي» لا بد من فتح الياء؛ لأن قبلها ألف ساكنة، كقولك: هذه عَصَايَ،