التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يابشرى هذا غلام وأسروه بضاعة والله عليم بما يعملون 19 وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين 20}

صفحة 3616 - الجزء 5

  وهذه قَفَايَ، وموضعه رفع؛ لأنه نداء مفرد، فأما بشرايَّ بتشديد الياء لغة هذيل، وقيل: لغة طيء، فإنهم يقلبون الألف ياء، ثم يدغمون الياء والتاء.

  «بضاعةً» نصبت على الحال.

  «بخس» مصدر، وضع موضع الاسم.

  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى حاله بعد إلقائه في البئر، فقال سبحانه: «وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ» قيل: رفقة مارة نزلت بقرب البئر، قيل: كانوا مقبلين من مَدْيَنَ يريدون مصر من أهل مصر، عن الأصم، وقيل: كانت البئر بظهر الطريق، وقيل: بل كانت بعيدة من العمران، إنما كانت للرعاة «فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ» قيل: رجلاً من أهل مدين، يقال له: مالك بن ذعر، ليطلب لهم الماء، وقيل: بعثوا رجلين: مالك بن ذعر، وعون بن عامر «فَأَدْلَى دَلْوَهُ» أي: أرسل في البئر ليستقي، فتعلق يوسف بالحبل، فلما خرج إذ هو بغلام أحسن ما يكون، ف «قَالَ» المدلي «يَا بُشْرى هَذَا غُلامٌ»، عن قتادة، والسدي، وقيل: نظر في البئر ورآه، فقال: هذا غلام، فأخرجوه، عن أبي علي، وقيل: بشراي اسم رجل من أصحابه ناداه، عن السدي، وقيل: بشر أصحابه بأنه وجد عبدًا، عن قتادة «وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً» قيل: أخفاه المدلي ومن معه عن باقي التجار لئلا يسألوا الشركة فيه، لرخص ثمنه، عن مجاهد، والسدي، فقال: بضاعة استبضعناها لبعض أهل المال إلى مصر، وقيل: أسروه، يعني: إخوته أخفوا أنهم إخوة، وقالوا: هذا عبدٌ لنا، وتابعهم يوسف على ذلك لئلا يقتلوه، عن ابن عباس، وقيل: أسرّه بعض التجار من بعض، وقيل: أسروا بيعه «بضاعةً» أي: قالوا: هذه بضاعة لقوم، وقيل: اعتقدوا أن يجعلوها