التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون 21 ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين 22}

صفحة 3619 - الجزء 5

  · اللغة: الكرم والكريم واحد، وصف بالمصدر، والكَرْم: العنب، سمي لكرمه؛ وذلك لأنه ذلل لقاطعه، وأكرم الرجل: عظّم.

  والمثوى: موضع المقام، والثوى: الإقامة، وثوى وأثوى أقام، وأم مثواك: صاحبة منزلك، والثوية: مأوى الغنم لإقامته.

  والغالب: القادر من غير مانع حتى يقع ما يريد، غلب الرجل غلبًا وغلبة والغلاب المغالبة، ورجل غلبة يغلب.

  والأشُدُّ: كمال القوة، وقيل: لا واحد لها من لفظها، وقيل: واحدها شَدٌّ في القياس كالأَضُرِّ واحدها: ضَرّ، والأشر واحدها: شَرُّ، وأصله من الشدة.

  · الإعراب: (مصر) لا ينصرف؛ لأنه اسم أعجمي معرفة، وإذا نكرته صرفته مِصْرًا من الأمصار. ومنه: {اهْبِطُوا مِصْرًا}.

  والكاف في قوله: «وكذلك» للتشبيه، شبه التمكين له في الأرض بنجاته من الهلكة.

  واللام في قوله: «ولنعلمه» على معنى الكلام المتقدم، تقديره: دبرنا ذلك لنمكنه ولنعلمه كذلك.

  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى حاله بعد بيعه، فقال سبحانه: «وَقَال الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ» قيل: لما أخرجوه من البئر انطلق به مالك بن ذعر إلى مصر، فلما دخل مصر تلقاه العزيز واسمه: قطفير، عن ابن عباس، وقيل: إطفير، وكان على خزائن مصر، والملك: