التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون 23}

صفحة 3624 - الجزء 5

  {وَغَلَّقَتِ} بالتشديد من الإغلاق، وهو إغلاق الباب، ونقيضه: الفتح، وإنما شددت لتكثير الأغلاق، والمبالغة في الإيثاق. والباب معروف، وأصله من الواو، ودليله بُوَيْبٌ وأبواب، إلا أن حرف العلة وهو الواو سكنت وانفتح ما قبلها فصارت ألفًا.

  وهيت: هلم، يقال للواحد والاثنين والجمع المذكر والمؤنث سواء.

  · الإعراب: «معاذ اللَّه» نصب على تقدير أعوذ معاذًا فهو مصدر. و «أحسن» فعل ماض وهو مبني على الفتح.

  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى ما همت به امرأة العزيز، وامتناع يوسف تعظيمًا له، وتفخيمًا لشأنه، فقال سبحانه: «وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا» يعني امرأة العزيز التي يوسف في بيتها طلبت منه أن يواقعها «وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ» عليه وعليها، بابًا بعد باب، قيل: كانت سبعة أبواب، وقيل: باب الدار، وباب البيت، وإنما غلقت قيل: لئلا يفر منها، فقد كانت دعته قبل ذلك فأبى، وعرفت حاله، وتزينت بكل زينة، وغلقت الأبواب، ودعته إلى نفسها، وقيل: غلقت الأبواب لكيلا يطلع عليها أحد، وقيل: «هَيتَ لَكَ» فيه قولان:

  الأول: أنها لغة عربية، عن مجاهد وجماعة من المفسرين، ثم اختلفوا فقيل: هلم لك، عن ابن عباس، والحسن، وابن زيد، وقيل: أَقْبِلْ، حكاه أبو مسلم عن المبرد.

  والثاني: أنه ليس بلغة عربية، عن عكرمة وغيره.

  ثم اختلفوا، فقيل: هي بالقبطية: هلم لك، عن السدي، وقيل: بالسريانية: