قوله تعالى: {وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون 23}
  عليك، عن الحسن، وقيل: هيت كلمة من كلام قومه، دعته بها إلى نفسها، عن الأصم، وهذا محمول على أحد ثلاثة أوجه:
  أولها: موافقة اللغتين.
  والثاني: أن تكون العرب أخذته وعربته، فتكون لغة عربية معربة، أو يقال: إنه تعالى حكى هذه اللفظة، كما قيلت بتلك اللغة، كما ذكر في القرآن أسماء عبرانية، يدل على ما قلنا ما روى أبو عبيدة قال: كان الكسائي يقول: هي لغة لأهل حورَان، وقعت إلى الحجاز معناه. «تعال».
  «قَال» يوسف «مَعَاذَ اللَّه» أي: أعتصم بِاللَّهِ وأستجير به مما دعوتني إليه، وهو مصدر يقال: عذت عياذًا أو معاذًا، تقديره: عياذًا بِاللَّهِ إن أجبت إلى هذا، فكأنه أظهر الإباء، وسأل اللَّه أن يعيذه ويعصمه «إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ» قيل: اللَّه ربي رفع من محلي وأحسن إليّ، وجعلني نبيًّا فلا أعصيه أبدًا، عن الزجاج، وقيل: أراد العزيز زوج المرأة، وهو مالكي أحسن مثواي أي: بإكرامي وبسط يدي، ورفع منزلتي، فلا أخونه، عن مجاهد، وابن إسحاق، والسدي، والأصم، وأبي علي، قال الحسن: يعني العزيز، وعليه أكثر المفسرين، وجوز أبو مسلم كلا الوجهين.
  ومتى قيل: كيف سماه ربا وهو حر لا يُمْلك؟
  قلنا: يجوز أن يُمْلك عقلاً، وإنما لا يجوز شرعًا، ولا يعلم حكم للشرائع في ذلك الوقت، وقيل: كان مصورًا بصورة السيد، وقيل: يجوز أن يكون من عادة ذلك الزمان جواز إطلاق هذه اللفظة في غير المالك.
  «إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ» أي: لا يظفر ببغيته وخيره من ظلم نفسه بمعاصي اللَّه، وبهذا الفعل، عن أبي علي، وقيل: لا يفلح الزناة.