قوله تعالى: {ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين 24 واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم 25 قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين 26 وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين 27 فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم 28 يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين 29}
  · القراءة: قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ويعقوب: [«الْمُخْلِصِينَ»] بكسر اللام في جميع القرآن على معنى أنهم يخلصون العبادة لله، فهم أخلصوا له بذلك، وقرأ الباقون بفتح اللام؛ أي: أخلصوا، واختيروا للنبوة.
  وقراءة العامة: «قُبُل» و «دُبُر» بالتثقيل، وخفف ابن إسحاق ذلك، وهما لغتان.
  · اللغة: الهم: القصد، وهو مقاربة الشيء من غير دخول فيه، قال الشاعر:
  هَمَمْتُ وَلمْ أَفْعَلْ وَكِدْتُ وَلَيْتَني ... تَرَكْتُ عَلَى عُثمان تَبْكِي حَلائِلُهْ
  والبرهان: الحجة، يقال: برهن أي: بَيَّنَ بحجةٍ. والاستباق: «افتعال» من السبق، وهو: طلب السبق إلى الشيء.
  والقد: الشق طولاً، ومنه: قد الأديم يقده قدًا، ويُقال: هو مقدود إذا كان ذاهبًا في جهة الطول على استواء، وفلان حسن القد، أي: التقطيع، والقِدّ بكسر القاف: سير يقطع من جلد غير مدبوغ.
  ألفيا: أدركا، يقال: ألفى يُلْفِي إلفاءً، قال: ألفى أباه بذلك الكسب يكسب أي: وجد أباه.
  · الإعراب: (مِن) في قوله: «قُدَّ مِنْ دُبُرٍ» قيل: لابتداء الغاية إذ ابتداء القد كان منها، و (مِن) الثانية للتبعيض، أي: هو بعض الكاذبين، وإنما قال: «مِنَ الْخَاطِئِينَ» ولم يقل من الخاطئات لتغليب المذكر على المؤنث إذا اختلط.