قوله تعالى: {وقال نسوة في المدينة امرأت العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين 30 فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكأ وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم 31}
  · القراءة: قراءة العامة: «مُتَّكَأً» بالتشديد والهمز، وفتح التاء، وعن مجاهد: «متكا» خفيفة غير مهموزة، وروي نحوه عن ابن عباس، وعن أبي جعفر بغير همز وتشديد التاء، قال أبو زيد الأنصاري: كل ما حز بالسكين فهو متكأ، والمتكأ والبتك: القطع.
  قرأ أبو عمرو: «حَاشَا» بإثبات الألف على الوصل، وهي رواية الأصمعي عن نافع، قال الشاعر:
  حَاشَا أَبِي ثَوْبَانَ إِنَّ لَهُ ... ضَنًّا عَنِ المَلْحَاةِ والشَّتْمِ
  وهو الأصل لأنه من المحاشاة، وهي التنحية والتبعيد، وقرأ الباقون بحذف الألف للتخفيف، وكثرة دورها على الألسن، واتباعًا للمصحف، وقال أبو عبيدة: قرأ بها في مصحف الإمام عثمان (حَاشَ) بغير ألف.
  قراءة العامة: «شَغَفَهَا» بالغين معجمة من فوق، وعن أبي رجاء العطاردي والشعبي والأعرج بالعين غير معجمة، قال الفراء: ذهب بها كل مذهب أخذ من شعف الدابة حين ترعى، والمجنون مشغوف يقال: أشغفني الأمر، فأما قراءة العامة:
  بلغ حبها شغاف القلب.
  قراءة العامة: «بَشَرًا» بالنصب قيل: نصب بنزع حرف الصفة أي: ببشر، وقيل: خبر (ما) الجحد كقولهم: ما زيد قائمًا، وقرأ الأعمش: «بشر» بالرفع، وهي لغة أهل نجد، وبني تميم؛ لأنهم لا يُعملون (ما)، قال الشاعر:
  شَتَّانَ ما بَيْنِي وِبِيْنَ بَنِي أَبِي ... جَمِيعًا فما هذان مُسْتويان