قوله تعالى: {وقال نسوة في المدينة امرأت العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين 30 فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكأ وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم 31}
  تَمَنَّوْا لِيَ المَوت الذي يَشْعَبُ الفتى ... فكُلُّ فَتىً وَالْمَوْتُ يَلْتَقِيَانِ
  · اللغة: العزيز: المنيع بقدرته عن أن يضام في أمره، وكان زوجها ممتنعًا بملكه، ويجوز أن يكون هذا اسمًا له.
  والفتى: الغلام الشاب، والمرأة الفتاة، قال أبو مسلم: العرب تسمي العبد فتى.
  والمتكأ الذي يتكأ عليه كالوسادة ونحوها، وأنكر أبو عبيدة ما قيل فيه: إنه الأترج. وأكبرنه: أعظمنه، يقال: أكبرت فلانًا، وأنكر أبو عبيدة أكبرن بمعنى حضن قال: ليس ذلك في كلام العرب، قال: وعسى أن يكون من شدة ما أعظمنه حضن، وقد روي في ذلك شعرًا:
  نَأْتِي النِّسَاءَ عَلَى أَطْهَارِهِنَّ ولا ... نَأْتِي النِّسَاء إذَا أَكْبَرْنَ إِكْبَارَا
  قال علي بن عيسى: وهذا مصنوع، لا يلتفت إليه؛ لأن العلماء بالرواية والشعر لا يعرفونه، وما روي عن ابن عباس «حضن» محمول على أنهن حضن في تلك الحال، لا أن اللفظ عبارة عنه.
  · الإعراب: يقال: لم قال: «وقَال نسوة» بالتذكير؟
  قلنا: لأنه تأنيث جمع قدم عليه الفعل، وتأنيث الجمع تأنيث لفظ، فيبطل معه تأنيث المعنى لئلا يجتمع في اسم تأنيثان، كما بطل [تذكير المعني] مع تأنيث اللفظ في «رجال» فجاز فيه الوجهان: إن حمل على اللفظ أنث، وإن حمل على المعنى ذُكِّرَ، و (ما) تعمل عمل (ليس) عند أهل الحجاز، ترفع الاسم، وتنصب الخبر، تقول: ما زيد قائمًا، وبنو تميم لا يعملونها، ونصب «حُبًّا» على التمييز.