قوله تعالى: {ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين 36 قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما مما علمني ربي إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون 37 واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون 38}
  · القراءة: قراءة العامة: «آبَائِي» بالهمز والمد، وعن الأعمش (آباي) مقصور غير مهموز، وفتح أبو جعفر ونافع وابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ياء (آبائيَ)، وأسكنها الآخرون، فالجزم على الأصل، والفتح على موافقة الألف التي استقبله، لأنها أحب الفتحة.
  · اللغة: العصر: مصدر عصر يعصر عصرًا، وهو الاعتماد على الشيء ليستجلب ما فيه، ومنه: المعصرات: السُّحُب يتعصر منها الماء، فإذا صار السحاب إلى أن يمطر فقد اعتصر، وأعصر القوم إذا مطروا.
  والفتى: الشاب القوي، قال الزجاج: كانوا يسمون المملوك فتى، شيخًا كان أو شابًا، يقال للعبد: فتى، وللأَمَة: فتاة، ومنه: الحديث «لا يقولن أحدكم عبدي وأَمَتي، ولكن فتاي وفتاتي».
  والاتباع: اقتفاء الأثر، وهو طلب اللحق بالأول.
  · الإعراب: «تُرْزَقَانِهِ» النون علامة الرفع، ولو كان نصبًا أو جزمًا لقال: ترزقاه.
  و (إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ) لا ينصرف شيء منها؛ لأنها أسماء عجمية، وكررهم قيل: تأكيدًا، وقيل: الأول عماد كقوله: {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ} فصار الأول كألقاب، والثاني: ابتداء. و (كافرون) خبره، وفيه (مِن) في قوله: «مِن شيء» صلة تقديره: ما كان لنا أن نشرك بِاللَّهِ شيئًا.