قوله تعالى: {ياصاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار 39 ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون 40 ياصاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه قضي الأمر الذي فيه تستفتيان 41 وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين 42}
  والاستفتاء: طلب الفتيا، وهو «استفعال» منه، والفتيا: جواب حكم المعنى، وهو غير الجواب بعلته.
  والبضع: القطعة من الدهر، وأصله من القطع، والبضعة: القطعة من اللحم، ومنه: البضاعة الطائفة من ماله، كأنه قطعه منه، وقيل: البضع من ثلاث إلى عشر، عن ابن عباس، وقيل: إلى السبع، عن الفراء، ومجاهد، والأصم، وقيل: من الثلاثة إلى الخمسة، عن أبي عبيدة، وقيل: إلى التسع، عن قتادة، والأصمعي.
  والسنة: مدة من الزَّمان اثنا عشر شهرًا، وجمعه: سنون وسنوات.
  · القراءة: قراءة العامة: «فَيَسْقِي» بفتح الياء وكسر القاف «رَبَّهُ» بالباء، مَنْ فتحهما يعني يسقي سيده، وعن عكرمة: (فَيُسْقَى) بضم الياء وفتح القاف «رِيَّهُ» بكسر الراء، وإقامة الياء المشددة مقام الباء، ومعناه يسقي من الخمر رِيَّه، حكاه أبو مسلم، وذكر أنها قراءة شاذة مرغوب عنها.
  · الإعراب: الألف في قوله: «أَأَرْبَابٌ» استفهام، والمراد التقرير، ومعناه: الواحد القهار خير من جماعة لا تضر ولا تنفع.
  والهاء في قوله: «فأنساه» قيل: يعود على يوسف، يعني: أنسى الشيطان يوسف ذكر ربه حتى استعان بمخلوق، وقيل: يرجع إلى [الساقي] في أنساه الشيطان ذكر يوسف عند الملك.
  «بِضْعَ سِنِينَ» نصب على الظرف.