قوله تعالى: {وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم 50 قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأت العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين 51 ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين 52 وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم 53}
  العرب تفعل في الشي يعجب، فتقول: يا لَله، كما تقول: يا لَلعجب، كأنهم إذا عجبوا نادوا غيرهم مستغيثين ومتعجبين.
  أصل حَصْحَصْ: حَصَّ، كقولهم كُبْكِبُوا، وأصله كُبُّوا، وكَفْكَفَ الدمع، وكَفَّ
  الدمع، وردَّ وردَّد، فهذه تضعيف دل عليه الاشتقاق، وهو قول الزجاج، والحص: استئصال الشيء، يقال: حص شعره إذا استأصل قطعه، فظهرت مواضعه، ومنه: الحصة القطعة من الشيء، وحصحص الشيء: وضح، والأحص: القليل الشعر، وحصت البيضة شعر الرأس، قال الشاعر:
  قَدْ حَصَّتِ البَيْضَةُ رَأْسِي فَمَا ... أَطْعَمُ يَوْمًا غَيْرَ تَهْجَاعِ
  وحصت الأرض حاصة: أصابها ما يذهب بنباتها فانكشف، وحصحص البعير بثفناته في الأرض: إذا برك حتى تستبين آثارها فيه، قال حميد:
  وَحَصْحَصَ فِي صُمِّ الحَصَى ثفِنَاتِهِ ... وَرَام القِيَامَ سَاعَةً ثُمَّ صَمَّمَا
  والخيانة: ضد الأمانة، وأصله من النقض.
  والكيد: الاحتيال سِرًّا لإيصال الضرر إلى غيره، كاده يكيده كيدًا فهو كائد.
  والتنزيه: إزالة الشيء عما كان لازمًا، وأبرأت الرجل من الدين.
  والأمَّارة: الكثيرة الأمر بالشيء، والنفس بهذه الصفة لأنها تكثر شهوتها، فتدعو إلى المقبحات، واستعمال الأمر في النفس مجاز كثر استعماله حتى صار كالحقيقة ذنبًا، [فيقال] للتكثير.
  · الإعراب: اللام في قوله: «لِيَعْلَمَ» أي: لكي يعلم.
  والألف واللام في قوله: «النَّفْسَ» الجنس، وأراد أن كل النفوس كذلك، وقيل: