قوله تعالى: {فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا قال كبيرهم ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم في يوسف فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين 80 ارجعوا إلى أبيكم فقولوا ياأبانا إن ابنك سرق وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين 81 واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون 82}
  تعالى: {وَإِذْ هُم نَجْوَى} أي: متناجين، وقال في المصدر: {إِنَّمَا النَّجْوَى} وجمع النجي: أنجية، قال الشاعر:
  إِني إِذَا مَا القَوْمُ كَانُوا أَنْجِيَهْ
  وتناجوا تناجيًا.
  والتفريط: التقصير بترك التقدم في الأمر، وأصله: التقدم، ومنه: «أنا فرطكم على الحوض» أي: متقدمكم إليه.
  ولن أبرح: لا أزال، وقيل: لا أزول، يقال: لا أبرح أفعل كذا، أي: لا أزال أفعله.
  والقرية: الأرض الجامعة لمساكن كثيرة، وأصله الجمع، يقال: قريت الماء في الحوض: إذا جمعت، ونظيره: البلد والمدينة.
  والعير: القافلة التي فيها الحمير، قال أبو مسلم: العير: القافلة من الإبل.
  · الإعراب: قوله: «ما فرطتم» موضع (ما) من الإعراب فيه ثلاثة أوجه:
  أولها: النصب ب (تعلموا) كأنه قيل: ألم تعلموا تفريطكم.
  وثانيها: الرفع على الابتداء، والخبر (من قبل).
  وثالثها: أن يكون صلة لا موضع لها؛ لأنها لم تقع موقع اسم معرب، تقديره:
  من قبل هذا فرطتم في يوسف.
  «واسأل القرية» «والعير» قيل: أهل العير، فلما حذف الأهل أقام القرية والعير مقامهما.