قوله تعالى: {فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين 99 ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال ياأبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم 100 رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين 101 ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون 102}
  وامرأة، وخرجوا مع موسى #، والمقاتل منهم ستمائة ألف، وخمسمائة وسبعة وسبعون رجلاً سوى الذرية والهرمى والزَّمْنَى، عن وهب، وقيل: أقام يعقوب في مصر أربعة وعشرين سنة، ثم توفي ودفن في الشام، عن ابن إسحاق، وقال سعيد بن جبير: نقل يعقوب إلى بيت المقدس في تابوت من ساج، وكان عمره مائة وسبعة وأربعين سنة، فلما تم ليوسف الأمور كلها والمنى بأجمعها، وعلم أن نعم الدنيا لا بد تنقطع تمنى أرفع الدرجات، فقال: «رَبِّ قَدْ آتَيتَنِي مِنَ الْمُلْكِ» أعطيتني «وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ» قيل: تعبير الرؤيا، وقيل: علم الدين، وقيل: علم الغيب «فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ» أي: خالقهما «أَنْتَ وَلِيِّي» ناصري «فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ» قيل: أنت أوليت نعمتي في الدنيا والآخرة، يعني في الدنيا النبوة والملك، وفي الآخرة الجنة «تَوَفَّنِي مُسْلِمًا» قيل: أراد اللطف في الثبات على الإسلام إلى الموت، وقيل: لما جمع لله بينه وبين إخوته، أحب أن يجتمع مع آبائه في الجنة فدعا بهذا الدعاء، وقيل: تمنى الموت ولم يتمن أحد قبله، فإنه لما تم أمره أحب اللحوق بِاللَّهِ ورضوانه، ومعنى «تَوَفَّنِي مُسْلِمًا» أي: ثبتني على الدين حتى توفني، قيل: وتوفاه اللَّه بمصر، وهو نبي، فدفن في النيل، في صندوق و «ذَلِكَ» يعني ما قصصت عليك، فعاد بعد تمام القصة إلى خطاب النبي - صلى اللَّه وعلى آله - «مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيبِ» من أخبار ما غاب عنك «نُوحِيهِ إِلَيكَ» ولولا ذلك لما علمته «وَمَا كُنْتَ» يا محمد «لَدَيْهِمْ» [عندهم أي] عند أولاد يعقوب «إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ» قيل: عزموا عليه، وقيل: اتفقت آراؤهم، عن أبي مسلم «وَهُمْ يَمْكُرُونَ» بيوسف، وقيل: مكرهم إلقاؤهم إياه في غيابة الجب، عن ابن عباس، والحسن، وقتادة، وقيل: مكرهم احتيالهم في أمره حتى ألقوه، عن أبي علي.
  · الأحكام: تدل الآية على جواز اتخاذ السرير الرفيع والفرش الثمينة.