التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {المر تلك آيات الكتاب والذي أنزل إليك من ربك الحق ولكن أكثر الناس لا يؤمنون 1 الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون 2}

صفحة 3735 - الجزء 5

  على (الكتاب)، وهو غيره، على قول مجاهد، ويجوز أن يكون صفة على قول الحسن، كقول الشاعر:

  إِلَى الْمَلِكِ الْقِرْمِ وَابْنِ الْهُمَامِ ... وَلَيْثِ الْكَتبِيَةِ فيِ الْمُزْدَحَمْ

  ويقال: لم دخل الألف واللام في (الشَّمْسَ)؟

  قلنا: لأن اسمها بمعنى الصفة؛ إذ لو وجد مثلها لكان شمسًا، ولو وجد مثل القمر لكان قمرًا، وليس كذلك زيد وعمرو، وكل من صفة الشمس والقمر وإن كان بلفظ الجمع.

  · النزول: قال مقاتل: نزلت الآية في مشركي مكة حين قالوا: إن محمدًا يقول القرآن من تلقاء نفسه.

  · المعنى: {المر} بينا الكلام فيه، وأن أولى الأقاويل أحد ثلاثة أوجه:

  أحدها: أنه اسم للسورة، على ما روي عن الحسن وأبي علي.

  وثانيها: أنه إشارة إلى أن القرآن مؤلف من هذه الحروف.

  وثالثها: معنى {المر} أنا اللَّه أعلم وأرى.

  «تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ» قيل: هذه آيات الكتاب التي تقدمت صفتها والوعد بها، وقيل: تلك إشارة إلى السورة؛ أي: هذه السورة آيات الكتاب، والكتاب القرآن، عن ابن عباس، وأبي مسلم. وقيل: الكتاب التوراة والإنجيل، تقديره: ما قصصت عليك