قوله تعالى: {المر تلك آيات الكتاب والذي أنزل إليك من ربك الحق ولكن أكثر الناس لا يؤمنون 1 الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون 2}
  «لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ» أي: لتوقنوا بالمعاد، وأنكم تبعثون للجزاء، والمراد باللقاء لقاء جزائه.
  · الأحكام: تدل الآية على حدث القرآن حيث وصفه بالإنزال، وكونه مفصلاً.
  وتدل على أنه رفع السماوات بغير عمد، على ما ذكر أبو علي.
  ومتى قيل: كيف يمسكه؟
  قلنا: فيه وجهان:
  الأول: أنه يخلق فيه السكون حالاً بعد حال، عن أبي علي، وجماعة.
  والثاني: أنه يفعل في النصف السفلائي من الاعتماد ما يمنع العلوي من الهوي، وفي النصف العلوي ما يمنع السفلائي من الصعود، عن جماعة، وجوز أبو هاشم كلا الوجهين. فأما من قال: إنه عمد لا يرى، فلا بد أن يقول يخلق فيه من السكون ما يمنعه من الهوي، وإن كان لطيفًا في نفسه.
  ومتى قيل: هلا جاز أن يقال: يخلق فيه سكونًا باقيًا، فيمنعه من الهوي؟
  قلنا: لا، لأن ما فيه من الاعتماد يولد الهوي حالاً بعد حال، والحادث بالوجود أولى من الباقي، فكان يجب أن يبطل السكون.
  ويدل قوله: {وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} على كونهما جمادين مسخرين، لا كما يزعمه بعض المنجمين أنها حية مصرفة.