قوله تعالى: {وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون 3 وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون 4}
  قرأ عاصم وابن عامر: «يسقى» بالياء على تقدير: «يشقى كله» أو لتغليب المذكر على المؤنث، وقرأ الباقون بالتاء لقوله: (جنات).
  قال أبو عمرو: ومما يشهد للتأنيث قوله تعالى: «وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ»، وقرأ حمزة والكسائي والأعمش: «يفضل» بالياء رَدًّا على قوله: «يدبر» و «يفصل» و «يُغْشِي». وقرأ الباقون: بالنون على تقدير: ونحن نفضل.
  · اللغة: المد: البسط، وهو أن يأخذ المجتمع، فيجعله على الطول والعرض، وهو من صفات الأجسام، مده يمده مدًّا فهو ماد، ومدده يمدده تمديدًا، ومدُّ النهار: ارتفاعه، وأمد العرفج، إذا جرى الماء في عوده.
  والرواسي: جمع راسية، أرسى بموضع كذا: أقام به، ومه: {أَيَّانَ مُرْسَاهَا} أي: ثباتها، وأرسيت السفينة والوتد في الأرض: أثبتهما.
  والأنهار: جمع نهر، وهو: المجرى الواسع من مجاري الماء، وأصله من السعة، ومنه النهار لاتساع ضيائه، ومنه قول الشاعر:
  ملكت بها كفي فأنهرت فتقها أي: أوسعت.
  والزوج: الصنف، ومنه: {أَو يُزَوِّجُهُم} أو يصنفهم، والزوج الواحد الدي يكون معه آخر، والاثنان زوجان؛ لأنهما صنفان الذكور زوج، والإناث