قوله تعالى: {وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون 3 وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون 4}
  زوج {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً} أي: أصنافًا، قال أبو عبيدة: الزوج يكون واحدًا، ويكون اثنين، وهو هاهنا واحد. والقطع جمعه قطعة.
  والتجاور: التقارب في المكان، ثم يستعمل في غيره توسعًا، والمجاورة معنى يحل المحل، وهو من جنس الأكوان في محلين، لا مسافة بينهما، وضده: الافتراق، ونظيره: الاجتماع.
  والجنة والجنان: البستان يجنّه الشجر أي: تستره، ومنه الجن والجنون والجنة والجنان والجنين.
  والصنوان: أن يكون الأصل واحدًا، ومنه النخلة والنخلتان والثلاث والأربع، قال ابن دريد بن كيسان: الصنوان إذا تقاربتا، وذكر ثعلب عن ابن الأعرابي الصنو: المثل، وقوله ÷: «ألا إن عم المرء صنو أبيه» أي: مثل أبيه.
  والتفضيل: جعل أحد الشيئين أفضل من الآخر.
  · الإعراب: قال الزجاج: الأجود في «جَنَّاتٌ» الرفع على العطف على قوله: «قطع» أي: وفي الأرض جنات، وعليه القراءة، ويجوز النصب بمعنى: وجعل فيها جنات، ويجوز الخفض نسقًا على قوله: {وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ}.
  · المعنى: لما ذكر تعالى في الآية الأولى من نعمه وآلائه على عباده في السماوات من رفعها