قوله تعالى: {وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون 3 وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون 4}
  قطع مُتَجَاوِرَاتٌ» ثم بَيَّنَ تعالى أن الأرض مع تقاربها وتجاورها مختلفة متباينة «مُتَجَاوِرَات» قيل: متقاربة مختلفة بعضها عذب ينبت، وبعضها سبخة لا تنبت، عن ابن عباس، ومجاهد، والضحاك. وقيل: بعضها عامر، وبعضها غامر، عن الزجاج. وقيل: مرتفعة ومنخفضة، عن الحسن. وقيل: سبخة ورملة وحصباء وحرة كلها أراضي وهي مختلفة، عن الأصم. وقيل: قرى متجاورات يقرب بعضها من بعض، ذكره هشام عن قتادة. وقيل: قطع متجاورات وفيها أشجار مختلفة، وتختلف في القلة والكثرة، عن أبي مسلم. «وَجَنَّاتٌ» بساتين «مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ» قيل: نخلات أصلها واحد، وهي الصنوان، ومنْها ما هو فرد نخلة واحدة، عن ابن عباس، والبراء بن عازب، ومجاهد، وقتادة، قال الحسن: النخلتان أصلهما واحد، وقيل: أشكالاً وغير أشكال، ومعنى الصنوان الأمثال، عن أبي علي، والأصم. وقيل: مجتمع وغير مجتمع، عن سعيد بن جبير. «يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ» قيل: بماء السماء، عن مجاهد، والضحاك. وقيل: بقطر وأعين، عن الأصم. وقيل: بجنس واحد، عن أبي علي. «وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ» قيل: فيه حلو وحامض، وجيد وفاسد، عن الحسن. وقيل: الفارسي، والدقل، والحلو، والحامض، عن الحسن، وروي مرفوعًا، فالأرض واحد، والهواء واحد، والماء واحد، ويختلف في الطعم واللون والرائحة، تنبيهًا منه تعالى أنه يحصل باختراعه - جل وعزّ - لا بطبع «إِنَّ فِي ذَلِكَ» قيل: في اختلاف ألوانه وطعومه، عن ابن عباس، وقيل: فيما تقدم ذكره «لآيَاتٍ» يعني حججًا ودلالات أن لها مقدرًا وخالقًا «لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ» الأدلة فيتفكرون فيها، ويستدلون بها.
  · الأحكام: تدل الآية على أن الأرض خلقت ثم مدت، وقد بَيَّنَّا ما قيل فيه.