قوله تعالى: {وإن تعجب فعجب قولهم أإذا كنا ترابا أإنا لفي خلق جديد أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون 5}
  ويستفهمون في الأول والثاني، وهم: ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة، ثم اختلف هَؤُلَاءِ، فإن ابن كثير يستفهم بهمزة واحدة إلا أنه لا يمد، وأبو عمرو على الخبر في الأول والاستفهام في الثاني، واختلف هَؤُلَاءِ من وجه آخر، وأبو جعفر يستفهم بهمزة مطولة يمد فيها، وعاصم وحمزة بهمزتين كل القرآن، ومنهم من لا يجمع بين الاستفهامين، ثم اختلفوا، ونافع وابن عامر والكسائي ويعقوب يستفهم في الأول، ويقرأ على الخبر في الثاني، وأبو جعفر وابن عامر يستفهم بهمزة واحدة مطولة، ونافع ويعقوب بهمزة غير مطولة، وابن عامر والكسائي بهمزتين، هذا مذهبهم إلا في موضع يثبتها، فأما أبو جعفر فلا يجمع بين استفهامين في موضع من القرآن، فأما نافع فكذلك إلا في (الصافات)، وكذلك ابن عامر إلا في (الواقعة)، وكذلك يعقوب إلا في (النمل)، وكذلك الكسائي إلا في (العنكبوت) و (الصافات).
  · اللغة: العجب: الأمر الخارج عن العقل والعادة، عن أبي مسلم.
  والغل: طَوْقٌ تُشَدُّ به اليد إلى العنق.
  · الإعراب: يقال: ما العامل في قوله: {أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا}؟
  قلنا: قيل: محذوف، تقديره: أئذا كنا ترابًا نبعث، ودل ما بعده على المحذوف، عن الزجاج.
  · المعنى: لما تقدم ذكر الأدلة على توحيده تعالى، وصفاته دالاً بذلك على أنه قادر على الإعادة والمجازاة، وثبتوا على التكذيب مع ظهور الآيات، عجب من شأنهم، فقال تعالى: «وَإِنْ تَعْجَبْ» يا محمد من قول هَؤُلَاءِ الكفار في إنكار البعث، وقيل: إن تعجب أيها السامع من كفرهم فقولهم عجب، ثم فسر قولهم بما بعده من قوله: