قوله تعالى: {ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب 6 ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه إنما أنت منذر ولكل قوم هاد 7}
  وخلت الدار بهلاك أهلها، وأصله من الخلو.
  والمثلات: العقوبات، واحده: مثلة بضم الثاء وفتح الميم، نحو: صدقة وصدقات، ومن قال في الواحدة مُثْلَة بضم الميم وسكون الثاء، قالوا في الجمع: مُثُلات وَمُثَلات وَمُثْلات، قال ابن اليزيدي: المثلات: الأمثال والأشباه، يقال: مثلت به أمثل مَثْلاً بفتح الميم وجزم الثاء.
  والإنذار: الإعلام لموضع المخافة ليتقى، ومنه: النُّذُر والنذير والمنذر، يقال: نذر به: أي علم به فاتقاه.
  · الإعراب: «هادٍ» محله رفع، وأصله [«هادٌ»] إلا أنه من بنات الياء، فلا يدخلها الرفع، وحذفت الياء لالتقاء الساكنين التنوين والياء، وقيل: رفع بالابتداء، وقيل: خبره الابتداء.
  · النزول: قيل: نزلت في مشركي مكة سألوا أن يأتيهم بالعذاب استهزاء منهم كما حكى عنهم: {فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} عن ابن عباس، والحسن، وقتادة.
  · المعنى: لما تقدم ذكر الكتاب وأدلة التوحيد ووعيدهم بالعذاب بيّن تكذيبهم بذلك واستعجالهم العذاب استهزاءً، فقال سبحانه: «وَيَسْتَعْجِلُونَكَ» يعني المشركين يطلبون تعجيل ما أوعدوا به من السيئة «قَبْلَ الْحَسَنَةِ»، قيل: العذاب قبل الرحمة، عن ابن عباس، ومجاهد، والأصم، وأبي علي، وأبي مسلم، وسمي العذاب سيئة لأنه يسوؤه، وقيل: بالعذاب قبل الإسلام، حكاه الأصم، وقيل: سألوا العذاب تكذيبًا،