قوله تعالى: {الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار 8 عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال 9 سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار 10}
  · القراءة: قرأ ابن كثير ويعقوب: «الْمُتَعَالِي» بإثبات الياء في الوقف والوصل على الأصل، وقرأ الباقون بحذف الياء في الحالين للتخفيف.
  وذكر [ابن ماجه] في (تفسيره) عن قتادة بأن مصحف أُبيّ: (اللَّه يعلم ما تحمل كل أنثى وما تضع)، وقراءة العامة بخلافه، ويحمل على أنه فسره به.
  · اللغة: الغيض: ذهاب الماء في جهة العمق، غاض الماء يغيض غيضًا، وغاض الدم، وغاضت النطفة، وقيل: الغيض: النقصان، عن الزجاج، والفراء، وأبي مسلم.
  يقال: غاضت المياه: نقصت، قال الشاعر:
  غَيَّضْنَ مِنْ عَبَرَاتِهِنَّ وَقُلْنَ لِي ... مَاذَا لقِيتَ مِنَ الْهَوَى وَلَقِينَا
  والرحم: رحم الأنثى، وجمعه: أرحام، وهو موضع الولد، وشاة رحوم: اشتكت رحمها بعد النتاج.
  والمقدار: ما يقدر به غيره.
  والغيب: ما غاب عن الحواس، غاب غيبًا، وغيَّبه تغييبًا، وهو حصوله بحيث يخفى عن الحس، ونقيضه: الشهادة، وهو حصول الشيء بحيث يظهر للحس، ومنه: شهد فلان؛ أي: حضر بحيث يقع عليه الحس.
  والمتعالي والعالي واحد، ومنه: تعالى؛ أي: جل عن كل نبأ، وقيل: المتعالي: المقتدر على وجه يستحيل أن يساويه غيره.