قوله تعالى: {الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار 8 عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال 9 سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار 10}
  والاستخفاء: طلب الاختفاء، خفي خفاءً: نقيض ظهر.
  والسارب: السائر الجاري بسرعة، وسرب الماء، ومنه. قول ذي الرمة:
  كَأَنَّهُ مِنَ كُلى مَفْرِيَّةٍ سَرِبُ
  وقيل: السارب: السالك في سربه، ومنه: السروب، وقيل: السارب: الذاهب في الأرض، ومنه قول قيس بن الحطيم:
  أنَّي سَرَبْتِ وكنتِ غيرَ سَرُوْبِ
  ومنه: السِّرب بكسر السين: القطيع من الظباء والنساء، وبالفتح الإبل، يذهب رحلي سربه بالفتح والكسر: أي طريقه، والسَّرَب بفتح السين والراء: الماء السائل من المزادة.
  · الإعراب: محل (ما) في قوله: «ما تحمل»، «وما تغيض»، «وما تزداد» نصب لوقوع العلم عليه، و (المتعالي) محله رفع لأنه نعت لقوله: «عَالِمُ».
  وقوله: «مستخف» رفع إلا أنه من بنات الياء، وأصله: مُسْتَخْفِى، فذهبت الياء لالتقاء الساكنين.
  «وسارب» تقديره: وهو سارب.
  · النظم: في اتصال الآية بما قبلها وجوه:
  قيل: تتصل بقوله: «وإن تعجب» وهو احتجاج للبعث، يعني من كان بهذه الصفة في القدرة والعلم يقدر على البعث، عن الأصم.
  وقيل: تتصل بقوله: [{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ}] وبقوله: {لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ} يعني هذا الذي يعلم غوامض الأمور فهو أعلم بالمصالح يفعل بحسبها،