التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال 12 ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال 13}

صفحة 3762 - الجزء 5

  الْمِحَالِ «فِعال» من المحل، وهو الشدة، ولفظة «فِعال» تقع على المجازاة. والمقابلة، فكأنه تعالى قال: هو شديد المغالبة لمن غالبه.

  · اللغة: «يريكم» أصله من الرؤية، وتصريفه: أراه يريه، إراءة، نحو أقامه، والإيراء أن يجعله على صفة الرؤية بإظهار المرئي له، أو يجعله على صفة «يرى».

  والإنشاء والاختراع نظائر.

  والسحاب: جمع سحابة، والمراد به الجنس؛ ولذلك قال: «الثقال»، ولو قال:

  الثقيل لجاز، عن أبي القاسم.

  والصاعقة: نار تسقط من السماء بحال هائلة.

  والبرق: يلمع كعمود النار، يظهر في السحاب، وجمعه: بروق.

  · الإعراب: (الملائكة) رفع عطف على (الرعد) بتقدير: وتسبح الملائكة، «والرؤية» تتعدى إلى ثلاثة مفعولات:

  أولها: الكناية في قوله: «يريكم».

  والثاني: البرق.

  والثالث: «خَوْفًا وَطَمَعًا» وهو نصب على التفسير، وقيل: نصب على الحال.

  · النزول: قيل: نزلت الآية في رجل من الطغاة جاء إلى النبي ÷ يجادله، فقال: يا