قوله تعالى: {هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال 12 ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال 13}
  يجوز حمل الكلام عليه إلا بدليل، والرعد: هو الصوت المسموع من ناحية السحاب، والبرق: النار الساطع الذي يرى.
  «وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ» يعني ينزهون اللَّه ويحمدونه؛ خوفًا من عقابه «وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ» أي ينزلها من السماء وهي النار الساقطة «فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ» أي: يهلك بها من يشاء إهلاكه كما أهلك أربد «وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ» أي: يجادلون ويخاصمون أهل التوحيد في ذات اللَّه وصفاته ليصرفوهم عن الحق، وقيل: كان جدالهم في اللَّه قولهم: إنه ذهب أو فضة، عن الحسن. وقيل: جدالهم في القرآن والرسل «وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ» أي: شديد القوة، عن مجاهد، وقتادة. وقيل: شديد العقوبة، عن أبي عبيدة. وقيل: شديد النقمة، عن الحسن. وقيل: شديد الغلبة لمن غالبه، عن أبي مسلم. وقيل: شديد الحول، عن ابن عباس. وقيل: شديد الجدال، عن ابن عرفة، يقال: ماحل عن أمره، أي: جادل.
  فأما ما روي عن بعضهم شديد الحقد، فلا يصح؛ لأن الحقد لا يجوز عليه تعالى.
  فأما قول أبي علي: شديد الكيد، فأراد أنه يأخذهم من حيث لا يعلمون.
  · الأحكام: تدل الآية على أنه تعالى يلطف لعباده بالبرق والرعد لأنهما يدعوان إلى التسبيح والتحميد والاعتبار بصوت النفختين والتفكر فيه، والاستدلال به على عظمة اللَّه تعالى، وعظم قدرته.