التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق 20 والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب 21 والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار 22 جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب 23 سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار 24}

صفحة 3780 - الجزء 5

  والدرء: الدفع، درأته أدرأه درءًا، ومنه: {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ} أي: يدفع، ويقال: درأته بالهمز: إذا دفعته، وداريته: ختلته ولاَيَنْتُهُ، وسوَّى أبو عبيدة بينهما في باب ما يهمز، وما لا يهمز.

  والعدانة: الإقامة، عدن بالمكان: أقام به، يعدن عدنا، ومنه المعادن التي يخرج منها الذهب والفضة.

  والعقبى فُعلى: من العاقبة، وهو الانتهاء الذي يؤدي إليه الابتداء من خير أو شر.

  · الإعراب: «الَّذِينَ» محله رفع؛ لأنه صفة (أولي الألباب).

  ويقال: بم يتعلق الباء في «بما صبرتم»؟

  قلنا: فيه قولان:

  الأول: بمعني السلامة لكم بما صبرتم، ودل عليه قوله: «سَلامٌ عَلَيكُمْ».

  الثاني: أن يتعلق بمحذوف على تقدير: هذه الكرامة لكم بما صبرتم.

  ويقال: ما معنى (ما) في قوله: «بما صبرتم»؟

  قلنا: فيه وجهان:

  أحدهما: المصدر كأنه قيل: بصبركم.

  الثاني: بمعنى (الذي)، كأنه قيل: بالذي صبرتم.

  «ابتغاء» نصب على الحال و «جَنَّاتُ» رفع بدل من «عقبى»؟