التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب 27 الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب 28 الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب 29}

صفحة 3788 - الجزء 5

  وطوبى فُعْلى من الطيب، فيقال في المبالغة إذا كان مذكرًا: أطيب، والمؤنث طُوبَى، كما يقال: أفضل وفضلى، قال أبو عبيدة: طوبى فعلى من كل شيء طيب.

  والمآب: المرجع، آب يؤوب أوبًا ومآبا: إذا رجع، وسمي المثوى في الآخرة مآبا ومنقلبًا لأن العباد يصيرون إليه.

  · الإعراب: «مَنْ أَنَابَ» في محل النصب ب «هدِي»، و «الَّذِينَ آمنوا» في محل نصب من قوله: «مَنْ أَنَابَ».

  وقوله ثانيًا: «الَّذِينَ آمَنُوا» بدلاً من الأول، وقيل: محله رفع بالابتداء، وخبره قوله: «طوبى لهم». وقيل: «طوبى» وما بعده من جملة الكلام خبر الابتداء الأول، «لولا» هلا، و «أَلا» تنبيه.

  · النزول: قيل: لما أتى رسول اللَّه ÷ قومه بالرسالة، ودعا إلى الإسلام ورفض الأوثان فقالوا: لا نعرف ما تقول فأتنا بآية فنصدقك كآيات الرسل، فنزلت الآية، عن ابن عباسٍ.

  وقيل: نزلت في مشركي العرب، عن الأصم.

  وقيل: في عبد اللَّه بن أمية وأصحابه من أهل مكة.